Add parallel Print Page Options

عَدَمُ أمَانَةِ يَهُوذَا

وَأعطَانِي اللهُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ: «اذْهَبْ وَأعلِنْ لِسُكَّانِ القُدْسِ أنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:

«‹يَا قُدْسُ،
أتَذَكَّرُ وَلَاءَكِ الَّذِي أظْهَرْتِهِ فِي شَبَابِكِ،
وَأتَذَكَّرُ مَحَبَّتَكِ لِي كَعَرُوسٍ.
وَكَيْفَ مَشَيتِ وَرَائِي فِي الصَّحرَاءِ،
فِي أرْضٍ غَيْرِ مَزرُوعَةٍ.
إسْرَائِيلُ مُخَصَّصٌ للهِ،
وَهُوَ أوَّلُ حَصَادِهِ.
كُلُّ مَنْ يُحَاوِلُ أكْلَهُ سَيُعَاقَبُ،
وَسَيَأْتِي عَلَيْهِ الشَّرُّ.›»
يَقُولُ اللهُ.

اسمَعُوا كَلِمَةَ اللهِ يَا نَسْلَ يَعْقُوبَ،
وَيَا جَمِيعَ عَشَائِرِ بَيْتِ إسْرَائِيلَ.

لِأنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:
«مَا النَّقصُ الَّذِي وَجَدَهُ آبَاؤُكُمْ فِيَّ،
حَتَّى إنَّهُمُ ابتَعَدُوا عَنِّي،
وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لَا قِيمَةَ لَهُ،
فَخَسِرُوا هُمْ قِيمَتَهُمْ؟
لَمْ يَقُولُوا: ‹أيْنَ اللهُ الَّذِي أخرَجَنَا مِنْ أرْضِ مِصْرٍ،
الَّذِي قَادَنَا فِي البَرِّيَّةِ،
فِي أرْضٍ قَاحِلَةٍ وَمَلِيئَةٍ بِالوِديَانِ،
فِي أرْضٍ جَافَّةٍ وَخَطِرَةٍ،
فِي أرْضٍ مَهْجُورَةٍ،
لَا يَعِيشُ فِيهَا أحَدٌ؟›

«أتَيْتُ بِكُمْ إلَى أرْضٍ مُثمِرَةٍ،
لِتَأْكُلُوا ثَمَرَهَا وَخَيرَاتِهَا.
لَكِنَّكُمْ دَخَلتُمْ وَنَجَّستُمْ أرْضِي،
وَجَعَلْتُمُوهَا قَبِيحَةً.

«لَمْ يَقُلِ الكَهَنَةُ: ‹أيْنَ اللهُ؟›
وَالَّذِينَ يَعْرِفُونَ الشَّرِيعَةَ لَا يَعْرِفُونَنِي.
الرُّعَاةُ أخطَأُوا ضِدِّي،
وَالأنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِاسْمِ البَعْلِ،
وَالبَاقُونَ ذَهَبُوا وَرَاءَ أُمُورٍ لَا تَنْفَعُ.»

يَقُولُ اللهُ:
«لِذَلِكَ سَأُحَاكِمُكُمْ ثَانِيَةً،
وَسَأُحَاكِمُ أحفَادَكُمْ.
10 اذْهَبُوا إلَى جُزُرِ كِتِّيمَ[a] لِتَرَوْا،
أوْ أرسِلُوا شَخْصًا إلَى أرْضِ قِيدَارَ لِتَعْرِفُوا.
وَانظُرُوا إنْ حَدَثَ هُنَاكَ مِثْلُ هَذَا.
11 هَلْ غَيَّرَتْ أُمَّةٌ آلِهَتَهَا مِنْ قَبْلُ؟
مَعَ أنَّهَا لَيْسَتْ آلِهَةً حَقِيقِيَّةً.
أمَّا شَعْبِي فَقَدِ استَبْدَلُوا مَجْدِي بِمَا لَيْسَ يَنْفَعُ.»

12 يَقُولُ اللهُ:
«أيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ اندَهِشِي!
ارتَعِبِي وَتَمَزَّقِي،
13 لِأنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّينِ:
تَرَكُوا يُنْبُوعَ المِيَاهِ المُنعِشَةِ،
وَحَفَرُوا لِأنفُسِهِمْ آبَارًا.
لَكِنَّهَا آبَارٌ مُشَقَّقَةٌ لَا تَحْتَفِظُ بِالمَاءِ.

14 «هَلْ إسْرَائِيلُ عَبدٌ؟
هَلْ هُوَ خَادِمٌ وُلِدَ فِي البَيْتِ؟
فَلِمَاذَا صَارَ غَنِيمَةَ حَرْبٍ؟
15 الأُسُودُ[b] زَمجَرَتْ عَلَيْهِ.
زَمجَرَتْ بِصَوْتٍ عَالٍ.
حَوَّلَ الأعْدَاءُ أرْضَهُ إلَى تَلَّةٍ مِنَ الخَرَائِبِ.
أحرَقُوا مُدُنَهُ وَلَمْ يَتْرُكُوا فِيهَا أحَدًا.
16 حَتَّى شَعْبُ مَمفِيسَ وَتَحْفَنِيسَ[c]
سَحَقُوا تَاجَ رَأسِكِ.
17 صَنَعْتِ هَذَا بِنَفْسِكِ
لِأنَّكِ تَرَكتِ إلَهَكِ،
بَيْنَمَا كَانَ يَقُودُكِ فِي الطَّرِيقِ.
18 وَالْآنَ، لِمَاذَا تُرِيدِينَ السَّيرَ فِي الطَّرِيقِ إلَى مِصْرٍ،
ألِتَشْرَبِي مَاءً مِنَ النِّيلِ؟
وَلِمَاذَا تُرِيدِينَ السَّيرَ إلَى أشُّورَ،
ألِتَشْرَبِي مَاءً مِنَ الفُرَاتِ؟
19 فَلتَتأدَّبِي بِسَبِبِ شَرِّكِ،
وَلْتَتَعَلَّمِي بِسَبِبِ تَمَرُّدُكِ،
لِكَي تَعْرِفِي وَتَرَي
أنَّ تَرْكَكِ إلَهَكِ أمرٌ شِرِّيرٌ وَمُرٌّ.
مَهَابَتِي لَيْسَتْ فِيكِ،»
يَقُولُ الرَّبُّ الإلَهُ القَديرُ.
20 «لِأنَّكِ مُنْذُ القَدِيمِ كَسَرْتِ نِيرَكِ،
وَنَزَعْتِ قُيُودَكِ.
وَقُلْتِ: ‹لَنْ أعْبَدَهُ!›
فَزَنَيتِ عَلَى كُلِّ تَلَّةٍ مُرْتَفِعَةٍ،
وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ مُورِقَةٍ،
21 وَكُنْتُ قَدْ زَرَعتُكِ مِثْلَ كَرْمِ عِنَبٍ أحْمَرَ جَيِّدٍ،
مِنْ أحسَنِ بُذُورٍ.
فَكَيْفَ تَغَيَّرْتِ وَصِرْتِ رَدِيئَةً،
وَكَأنَّكِ كَرمَةٌ بَرِّيَّةٌ؟
22 فَحَتَّى لَوْ اغتَسَلتِ بِالنَّطرُونِ،
أوِ بِالكَثِيرِ مِنَ الصَّابُونِ،
فَسَتَبقَى أوْسَاخُ آثَامِكِ أمَامِي،»
يَقُولُ الرَّبُّ الإلَهُ.

23 «كَيْفَ تَقُولِينَ:
‹لَسْتُ نَجِسَةً،
وَلَمْ أذهَبْ وَرَاءَ البَعْلِ؟›
انظُرِي إلَى مَا تَعْمَلِينَهُ فِي الوَادِي،
وَاعتَرِفِي بِمَا عَمِلْتِ.
كُنْتِ مِثْلَ نَاقَةٍ سَرِيعَةٍ مَتَعَثِّرَةِ الخُطَى!
24 مِثْلَ أتَانٍ بَرِّيَّةٍ فِي القَفرِ،
فَمَنْ يَسْتَطِيعُ ضَبطَهَا إذْ تَلْتَهِبُ شَهوَتُهَا.
لَا يَتْعَبُ البَاحِثُونَ عَنْهَا،
بَلْ يَجِدُونَهَا فِي مَوسِمِ التَّزَاوُجِ.
25 قُلْتُ لَكِ لَا تَرْكُضِي إلَى أنْ يَبْلَى حِذَاؤُكِ،
أوْ حَتَّى يَجِفَّ حَلقُكِ.
فَقُلْتِ: ‹لَا يَهُمُّنِي،
قَدْ أحبَبتُ غُرَبَاءَ،
وَسَأذْهَبُ وَرَاءَهُمْ.›

26 «فَكَمَا يُخزَى لِصٌّ حِينَ يُمسَكُ،
هَكَذَا خَزِيَ بَنُو إسْرَائِيلَ،
هُمْ وَمُلُوكُهُمْ وَرُؤَسَاؤُهُمْ وَكَهَنَتُهُمْ وَأنبِيَاؤُهُمْ.
27 فَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لِشَجَرَةٍ:
‹أنْتِ أبِي،›
وَيَقُولُونَ لِصَخرَةٍ:
‹أنْتِ أُمِّي.›
لِأنَّهُمْ أعطُونِي ظُهُورَهُمْ لَا وُجُوهَهُمْ.
وَفِي ضِيقهِمْ يَقُولُونَ: ‹قُمْ وَأنقِذْنَا.›
28 أيْنَ آلِهَتُكَ الَّتِي صَنَعْتَهَا لِنَفْسِكَ؟
لِيَقُومُوا وَيُخَلِّصُوكَ فِي وَقْتِ الضِّيقِ.
لِأنَّ عَدَدَ آلِهَتِكَ بِعَدَدِ مُدُنِكَ يَا يَهُوذَا.

29 «لِمَاذَا تُجَادِلُونَنِي؟
كُلُّكُمْ تَمَرَّدْتُمْ عَلَيَّ،»
يَقُولُ اللهُ.
30 «ضَرَبتُ أبْنَاءَكُمْ بِلَا فَائِدَةٍ،
لِأنَّهُمْ لَمْ يَتَعَلَّمُوا مِنْ تَأْدِيبِي.
وَكَأسَدٍ مُهتَاجٍ،
قَتَلْتُمْ أنْبِيَاءَكُمْ بَسُيُوفِكُمْ.»
31 يَا أبْنَاءَ هَذَا الجِيلِ،
انتَبِهُوا إلَى مَا يَقُولُهُ اللهُ لَكُمْ:

«هَلْ أنَا كَالصَحرَاءِ بِالنِّسبَةِ إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ؟
هَلْ أنَا كَأرْضٍ مُظلِمَةٍ؟
فَلِمَاذَا يَقُولُ شَعْبِي:
‹سَنَجُولُ كَمَا نَشَاءُ،
وَلَنْ نَأتِيَ إلَيْكَ ثَانِيَةً›؟
32 هَلْ تَنْسَى العَذرَاءُ زِينَتَهَا؟
أوِ العَرُوسُ ثِيَابَ الزِّفَافِ؟
وَلَكِنَّ شَعْبِي نَسِيَنِي أيَّامًا كَثِيرَةً!

33 «مَا أمْهَرَكِ فِي اكْتِشَافِ الطَّرِيقِ نَحْوَ مُحِبِّيكِ!
بَلْ عَلَّمْتِ الشِّرِّيرَاتِ طُرُقَكِ!
34 عَلَى كَفَّيكِ دَمٌ،
إنَّهُ حَيَاةُ المَسَاكِينِ الأبرِيَاءِ.
لَمْ تَجِدِيهِمْ يَسْرِقُونَ بَيتَكِ،
بَلْ قَتَلْتِهِمْ بِلَا سَبَبٍ.
35 وَقُلْتِ: ‹إنِّي بَرِيئَةٌ!›
هَا إنَّنِي سَآتِي بِكِ إلَى المُحَاكَمَةِ.
لِأنَّكِ قُلْتِ: ‹لَمْ أُخطِئْ.›
36 تَتَسَكَّعِينَ بِاسْتِخفَافٍ.
سَتَخِيبُ آمَالُكِ فِي مِصْرٍ،
كَمَا خَابَتْ فِي أشُّورَ.
37 سَتَخْرُجِينَ مِنْ مِصْرٍ
وَيَدَاكِ فَوْقَ رَأسِكِ.
لِأنَّ اللهَ قَدْ رَفَضَ تِلْكَ الأُمَمَ
الَّتِي وَثِقْتِ بِهَا،
وَلَنْ تَنْجَحِي حِينَ يُسَاعِدُونَكِ.

Footnotes

  1. 2‏:10 كتّيم كَانَ الاسْم «كتّيم» يُطلق عَلَى جزيرة قبرص، وَأحْيَانًا عَلَى جزر البحر المتوسط.
  2. 2‏:15 الأسود إشَارة إلَى الأعْدَاء القسَاة الشرسين.
  3. 2‏:16 مَمفِيس وَتَحْفَنِيس مدينتَانِ فِي مِصْر.

خيانة بني إسرائيل

وَقَالَ لِي الرَّبُّ: «امْضِ وَأَعْلِنْ فِي مَسَامِعِ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ هَاتِفاً: هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ وَلاءَ صِبَاكِ، وَمَحَبَّتَكِ كَعَرُوسٍ لِي، وَكَيْفَ تَبِعْتِنِي فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضٍ لَا زَرْعَ فِيهَا. كَانَ إِسْرَائِيلُ مُقَدَّساً لِلرَّبِّ وَبَاكُورَةَ غَلَّتِهِ، وَكُلُّ مَنْ يَعْتَدِي عَلَيْهِ، يَرْتَكِبُ إِثْماً وَيَحُلُّ بِهِ شَرٌّ.

اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا ذُرِّيَّةَ يَعْقُوبَ، وَيَا جَمِيعَ عَشَائِرِ إِسْرَائِيلَ: أَيُّ خَطَإٍ وَجَدَهُ فِيَّ آبَاؤُكُمْ حَتَّى نَبَذُونِي وَضَلُّوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ وَصَارُوا بَاطِلاً؟ لَمْ يَسْأَلُوا: أَيْنَ الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ مِصْرَ وَقَادَنَا فِي الْبَرِّيَّةِ، فِي أَرْضِ مَتَاهَاتٍ وَحُفَرٍ، فِي أَرْضِ قَفْرٍ جَدْبَاءَ، فِي أَرْضِ ظِلالِ الْمَوْتِ، مَا اجْتَازَهَا أَحَدٌ وَلا أَقَامَ فِيهَا بَشَرٌ؟ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى أَرْضِ خَيْرَاتٍ لِتَسْتَمْتِعُوا بِأَكْلِ ثِمَارِهَا وَطَيِّبَاتِهَا. وَلَكِنَّكُمْ عِنْدَمَا دَخَلْتُمُوهَا نَجَّسْتُمْ أَرْضِي وَجَعَلْتُمْ مِيَراثِي رِجْساً. إِنَّ الْكَهَنَةَ لَمْ يَسْأَلُوا: أَيْنَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلَ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي، وَحُكَّامَ الشَّعْبِ تَمَرَّدُوا عَلَيَّ، وَالأَنْبِيَاءَ تَنَبَّأُوا بِتَأْثِيرِ بَعْلٍ وَضَلُّوا وَرَاءَ مَا لَا جَدْوَى مِنْهُ.

لِذَلِكَ أُخَاصِمُكُمْ وَأُخَاصِمُ أَحْفَادَكُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. 10 فَاعْبُرُوا إِلَى جَزِيرَةِ قُبْرُصَ وَالسَّوَاحِلِ الْغَرْبِيَّةِ، وَأَرْسِلُوا إِلَى قِيدَارَ، وَتَفَحَّصُوا جَيِّداً، وَانْظُرُوا: هَلْ جَرَى مِثْلُ هَذَا؟ 11 هَلِ اسْتَبْدَلَتْ أُمَّةٌ آلِهَتَهَا مَعَ أَنَّهَا لَيْسَتْ حَقّاً آلِهَةً؟ أَمَّا شَعْبِي فَاسْتَبْدَلَ مَجْدَهُ بِمَا لَا جَدْوَى مِنْهُ. 12 فَاذْهَلِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ، وَارْتَجِفِي وَارْتَعِدِي جِدّاً. 13 قَدِ ارْتَكَبَ شَعْبِي شَرَّيْنِ: نَبَذُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ، وَحَفَرُوا لأَنْفُسِهِمْ آبَاراً مُشَقَّقَةً لَا تَضْبُطُ مَاءً.

14 هَلْ إِسْرَائِيلُ عَبْدٌ، أَمْ وَلِيدُ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ؟ فَمَا بَالُهُ أَضْحَى نَهْباً؟ 15 قَدْ زَأَرَتِ الأُسُودُ عَلَيْهِ زَئِيراً مُدَوِّياً، وَجَعَلَتْ أَرْضَهُ خَرِبَةً. أُحْرِقَتْ مُدُنُهُ فَأَصْبَحَتْ مَهْجُورَةً. 16 كَذَلِكَ رِجَالُ مَمْفِيسَ وَتَحْفَنِيسَ حَطَّمُوا تَاجَ رَأْسِكِ. 17 أَلَسْتِ أَنْتِ الَّتِي جَلَبْتِ هَذَا الدَّمَارَ عَلَى نَفْسِكِ، لأَنَّكِ تَنَاسَيْتِ الرَّبَّ إِلَهَكِ حِينَ قَادَكِ فِي الطَّرِيقِ؟ 18 وَالآنَ مَا بَالُكِ تَتَوَجَّهِينَ صَوْبَ مِصْرَ لِشُرْبِ مِيَاهِ شِيحُورَ؟ وَمَا بَالُكِ تَقْصِدِينَ إِلَى أَشُورَ لِشُرْبِ مِيَاهِ الْفُرَاتِ؟ 19 إِنَّ شَرَّكِ يُقَرِّعُكِ، وَارتِدَادُكِ يُؤَنِّبُكِ. فَتَبَيَّنِي وَاعْلَمِي أَنَّ نَبْذَكِ لِلرَّبِّ إِلَهِكِ شَرٌّ وَمَرَارَةٌ، وَأَنَّكِ تَجَرَّدْتِ مِنْ مَهَابَتِي.

20 قَدْ حَطَّمْتِ نِيرَكِ مِنْ زَمَنٍ بَعِيدٍ، وَقَطَعْتِ قُيُودَكِ وَقُلْتِ: لَنْ أَتَعَبَّدَ لَكَ، وَصِرْتِ تَضْطَجِعِينَ كَزَانِيَةٍ فَوْقَ كُلِّ أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ (أَيْ عَبَدْتِ الأَوْثَانَ). 21 وَأَنَا غَرَسْتُكِ كَكَرْمَةٍ مُخْتَارَةٍ، وَمِنْ بُذُورٍ سَلِيمَةٍ كَامِلَةٍ، فَكَيْفَ تَحَوَّلْتِ إِلَى كَرْمَةٍ فَاسِدَةٍ غَرِيبَةٍ؟ 22 وَإِنِ اغْتَسَلْتِ بِالنَّطْرُونِ، وَأَكْثَرْتِ مِنِ اسْتِعْمَالِ الإِشْنَانِ (الصَّابُونِ)، فَإِنَّ لَطْخَةَ إِثْمِكِ تَظَلُّ مَاثِلَةً أَمَامِي. 23 كَيْفَ تَقُولِينَ: لَمْ أَتَدَنَّسْ وَلَمْ أَذْهَبْ وَرَاءَ الْبَعْلِ؟ تَأَمَّلِي فِي طَرِيقِكِ فِي وَادِي هِنُّومَ، وَاعْرِفِي مَا ارْتَكَبْتِ أَيَّتُهَا النَّاقَةُ الْجَامِحَةُ الْهَائِمَةُ فِي طُرُقِهَا بَحْثاً عَنْ جَمَلٍ. 24 أَنْتِ أَتَانُ فَرَا اعْتَادَتْ حَيَاةَ الْقَفْرِ، تَتَنَسَّمُ فِي شَهْوَتِهَا الْهَوَاءَ لَعَلَّهَا تَظْفَرُ بِرَائِحَةِ حِمَارٍ وَحْشِيٍّ. وَمَنْ يَرُدُّهَا؟ لَا يَعْيَا طَالِبُوهَا لأَنَّهُمْ يَجِدُونَهَا حَاضِرَةً فِي مَوْسِمِ الْتَّزَاوُجِ. 25 صُونِي قَدَمَكِ مِنَ الْحَفَاءِ، وَحَلْقَكِ مِنَ الظَّمَأ، لَكِنَّكِ قُلْتِ: لَا جَدْوَى مِنَ الأَمْرِ، فَقَدْ أَحْبَبْتُ آلِهَةً غَرِيبَةً، وَسَأَسْعَى وَرَاءَهَا. 26 وَكَمَا يَعْتَرِي الْخِزْيُ السَّارِقَ حِينَ يُقْبَضُ عَلَيْهِ، كَذَلِكَ اعْتَرَى الْخِزْيُ بَيْتَ يَعْقُوبَ: هُمْ وَمُلُوكَهُمْ، وَرُؤَسَاءَهُمْ، وَكَهَنَتَهُمْ وَأَنْبِيَاءَهُمْ. 27 إِذْ قَالُوا لِنُصُبِ الْخَشَبِ: أَنْتَ أَبِي، وَلِلْحَجَرِ الْمَنْحُوتِ صَنَماً: أَنْتَ أَنْجَبْتَنِي. وَوَلَّوْا أَدْبَارَهُمْ وَلَيْسَ وُجُوهَهُمْ نَحْوِي، وَفِي وَقْتِ بَلِيَّتِهِمِ اسْتَغَاثُوا بِي قَائِلِينَ: قُمْ وَأَنْقِذْنَا. 28 فَأَيْنَ إِذاً الآلِهَةُ الَّتِي صَنَعْتُمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ؟ لِتَقُمْ إِنْ كَانَتْ قَادِرَةً عَلَى إِنْقَاذِكُمْ فِي وَقْتِ ضِيقِكُمْ، لأَنَّ عَدَدَ آلِهَتِكُمْ يَا أَبْنَاءَ يَهُوذَا صَارَ كَعَدَدِ مُدُنِكُمْ.

29 لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي وَأَنْتُمْ كُلُّكُمْ قَدْ تَمَرَّدْتُمْ عَلَيَّ؟ 30 عَبَثاً عَاقَبْتُ بَنِيكُمْ، فَهُمْ أَبَوْا التَّقْوِيمَ وَافْتَرَسَتْ سُيُوفُكُمْ أَنْبِيَاءَكُمْ كَأَسَدٍ كَاسِرٍ.

31 وَأَنْتَ أَيُّهَا الْجِيلُ، اسْمَعْ قَضَاءَ الرَّبِّ: أَكُنْتُ صَحْرَاءَ لإِسْرَائِيلَ أَوْ أَرْضَ ظَلامٍ دَامِسٍ؟ إِذاً لِمَاذَا يَقُولُ شَعْبِي: نَحْنُ طَلِيقُونَ نَسْعَى حَيْثُ شِئْنَا، وَلَنْ نُقْبِلَ إِلَيْكَ بَعْدُ؟ 32 هَلْ تَنْسَى عَذْرَاءُ زِينَتَهَا؟ أَوْ عَرُوسٌ حُلِيَّ زَفَافِهَا؟ لَكِنَّ شَعْبِي نَسِيَنِي أَيَّاماً لَا تُحْصَى. 33 لَكَمْ بَرَعْتُمْ فِي تَمْهِيدِ طُرُقِكُمْ طَلَباً لِلشَّهَوَاتِ، فَعَلَّمْتُمْ أَسَالِيبَكُمْ حَتَّى لِلشِّرِّيرَاتِ. 34 فَوُجِدَ فِي أَذْيَالِكُمْ أَيْضاً دَمُ الْمَسَاكِينِ الأَبْرِيَاءِ الَّذِينَ لَمْ تَقْبِضُوا عَلَيْهِمْ مُتَلَبِّسِينَ بِجَرِيمَةِ الاقْتِحَامِ. وَمَعَ كُلِّ ذَلِكَ 35 تَقُولُونَ: نَحْنُ أَبْرِيَاءُ، فَلِذَلِكَ قَدْ تَحَوَّلَ عَنَّا غَضَبُ الرَّبِّ. غَيْرَ أَنِّي سَأَدِينُكُمْ لِقَوْلِكُمْ إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ. 36 لِمَاذَا تَتَهَافَتُونَ عَلَى تَغْيِيرِ اتِّجَاهِكُمْ؟ سَتُلْحِقُ بِكُمْ مِصْرُ الْخِزْيَ كَمَا أَلْحَقَهُ بِكُمُ الأَشُورِيُّونَ. 37 مِنْ هُنَاكَ تَخْرُجُونَ أَيْضاً وَأَيْدِيكُمْ تُغَطِّي رُؤُوسَكُمْ خَجَلاً، لأَنَّ الرَّبَّ رَفَضَ الَّذِينَ وَثِقْتُمْ بِهِمْ، وَلَنْ يُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ نَجَاحٌ.